السبت، 28 نوفمبر 2009




المنهج في علم الاجتماع



من السؤال الفلسفي في "نظرية المعرفة"



إلى الانتاج المعرفي في "العلوم الإنسانية"

لقد عمل الفلاسفة عبر مر العصور على البحث في أساسيات المعرفة الإنسانية وبيان طبيعة المعرفة وموضوعاتها وأنواعها ودرجاتها ومصادرها ومعايير صدقها. وطرحوا أسئلةٌ إشكالية عديدة منها :

هل بمقدور الإنسان الوصول إلى معرفة الحقائق؟
ما هي طبيعة المعرفة الإنسانية.؟
ما هي وسائل اكتساب المعرفة؟
هل تتحقق المعرفة بالإدراك الحسي أما بالبرهان العقلي أم بالحدس؟
هل تتصف المعرفة بالصدق أم بالكذب أم بالاحتمال؟


تم تقديم أجوبة عديدة ووقعت اختلافات بينة وجدل كبير ، غير أنه عندما نتوجه لمسألة بناء النظرية العلمية فيمكن القول: أنه بالرغم من الجدل الذي تثيره "نظرية المعرفة" في الفلسفة حول هذه القضايا، إلا أن "المدخل العلمي" في المعرفة يتوحد بمنهجيته وليس بموضوعه، وما يميز المدخل العلمي عن المداخل الأخرى للمعرفة فرضياته التي يرتكز عليها ومنهجيته التي يتبعها. فالمعرفة العلمية تُبنى على كلٍ من الاستنتاج العقلي والخبرة (الإدراك الحسي) باستخدام معياري الصدق المنطقي والصدق التجريبي اللذين يُترجَمان إلى عملية بحثية تمثل خطة شاملة لإنتاج المعرفة أو ما يسمى بالنموذج المعرفي للتساؤل العلمي. ومع ظهور العلوم الإنساني ستحظى مسألة المنهج باهتمام كبير من طرف الباحثين والفلاسفة على السواء وتأخذ أبعادا أخرى من أهمها مسألة النموذج وما أفرزته من نقاس إبستمولوجي عميق لا يتسع المجال لعرضه هنا. وما يمكن الخروج به هو أن بالرغم من كل ذلك النقاش والجدال فإن العلوم الإنسانية قد ساهمت في تطوير الفكر الإنساني بشكل كبير ومكنت من فهم وتفسير جوانب عديدة من الوضع البشري والحياة النفسية والاجتماعية للإنسان وفق دراسات علمية قائمة على منهج ، وفي هذا الإطار سنجد علماء الاجتماع يستخدمون ثلاث طرق بحث رئيسية لاختبار الفرضيات والتحقق من صحتها وبناء النظريات العلمية، وهي كتالي :
1 ـ عمليات المسح: يُطلق عليها أحيانًا استطلاعات الرأي العام، وهي أكثر الطرق استخدامًا في بحوث علم الاجتماع، وتقيس اتجاهات الناس نحو مختلف الموضوعات ويستخدمها العلماء غالبًا لتحديد العلاقة بين وجهة نظر معينة وارتباطها بعوامل مثل التعليم والسن والجنس.ويجري المسح بوساطة الاستبانات التي يعدها علماء الاجتماع. وتتكون هذه الاستبانات من أسئلة واضحة الكلمات تتناول القاعدة الاجتماعية للعينة وآراءها في الموضوعات التي تُدْرس.ويختار عالم الاجتماع مجموعة الأفراد الذين توجه إليهم الأسئلة. ويمكن أن يختار هذه المجموعة ـ التي تسمى العَيِّنةَ ـ بطريقة عشوائية، وقد تُنْتَقى بحيث تمثل قطاعات محددة من السكان. ويقوم الباحثون الميدانيون بتوجيه الأسئلة إلى العينات إما بشكل شخصي أو عبر الهاتف أو عن طريق إرسال الاستبانات لهم بالبريد. ويستخدم علماء الاجتماع في معظم الحالات أجهزة الحاسوب لتحليل نتائج أعمالهم المسحية.وتُقدم هذه الأعمال معلومات عن السلوك الانتقائي وعادات الاستهلاك، والتعصب العرقي السلالي وكثير من الاتجاهات والأنشطة البشرية. كما يستخدم علماء الاجتماع أعمال المسح لتحديد معالم مشكلات اجتماعية داخل مجتمع معين.
2ـ التجارب المضبوطة. تُستخدم بشكل أساسي في دراسة المجموعات الصغيرة وتجُرى بعض هذه التجارب في المختبر. وفي معظم هذه التجارب، تتم دراسة مجموعتين أو أكثر من الأفراد بحيث تكون المجموعات متشابهة إلى حدًّ كبير. وتختلف المجموعات في خصيصة واحدة فقط (متغير واحد). ويمكن أن يكون هذا المتغير السن أو الحالة الاقتصادية أو أية خصيصة أخرى يمكن تحديدها. ويلاحظ عالم الاجتماع كل جماعة لكي يعرف ما إذا كان المتغير يؤدي إلى فرق جوهري في اتجاهات وسلوك أعضاء الجماعات.وعلى سبيل المثال، يمكن لعالم الاجتماع أن يفترض أن جماعات من جنس واحد يحلون المسائل بشكل أكثر كفاية من بين الجماعات الطلابية المختلفة. ولاختبار هذه النظرية، يمكن أن تُختار ثلاث مجموعات للدراسة؛ تتكون المجموعة الأولى من نساء فقط، والثانية من رجال فقط، والثالثة من عدد متساوي من كلا الجنسين. ويجب أن تكون الجماعات متشابهة في عوامل السن والتعليم والحالة الاجتماعية، ويُعطَى جميع الطلاب والطالبات مسائل وتعليمات مماثلة. وإذا ما أدت المجموعات التي ينتمي أعضاؤها إلى الجنس نفسه أداءً أفضل بصورة مستمرة، تكون الفرضية قد تحقق صدقها. وفي أغلب الأحوال فإن علماء الاجتماع يختبرون نظرياتهم عدة مرات قبل قبولها كنظرية علمية أو حقيقة علمية.
3 ـ الملاحظة الميدانية: تتضمن في الغالب معايشة عالم الاجتماع للمجتمع الذي يدرسه. وتُجمَع البيانات عن طريق الملاحظة والمحادثات مع أعضاء الجماعة. ويمكن لعالم الاجتماع أيضًا أن يشارك في الوظائف الاجتماعية والأنشطة السياسية المختلفة أثناء فترة دراسته.ويدرس علم الاجتماع عن طريق الملاحظة نظم المجتمع المحلي وثقافته جنبًا إلى جنب مع اتجاهات وسلوك وتفاعلات أعضائه. ومن ثم يستخلص عالم الاجتماع نتائج عامة عن الظروف الاجتماعية للجماعة، ويسجل هذه النتائج في تقرير يسمى دراسة الحالة. وتمُثِّل دراسات الحالة مراجع أساسية لعلماء الاجتماع الذين يدرسون مجتمعات محلية مشابهة. وتُستخدم هذه المعلومات أيضًا في علم الاجتماع المقارن، وهو مجال يهتم بدراسة أوجه الشبه والاختلاف بين نوعين من المجتمعات.وتقدم الملاحظة الميدانية معلومات عن جماعة من الناس، ولكنها أقل الطرق البحثية دقة وأهلية للاعتماد في اختبار النظريات الاجتماعية. فكثير من النتائج التي يمكن أن يحكم بها على مجتمع محلي لاتنطبق بالضرورة على مجتمعات محلية أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ردود الأفعال الشخصية لعالم الاجتماع نفسه نحو الأفراد الذين يقوم بملاحظتهم يمكن أن تؤثر على نتائجه.


من إعداد الأستاذ المشرف عزيز بنمومن
*********
قضايا مجتمعية ومقترحات بحوث ميدانية

المشاركة النسائية أساس التنمية البشرية الشاملة والمستديمة
من أجل قياس درجة الاقصاء الاجتماعي للمرأة

مشروع دراسة ميدانية بدعم من نادي المبادرة والتربية على المواطنة
بثانوية سيد الحاج سعيد، الدراركة، نيابة أكاديرـ أداوتنان

لم يعد يخفى على أحد أهمية الدور الذي يضطلع به النسيج الجمعية في المجتمع المغربي، باعتباره أحد أبرز مكوّنات المجتمع المدني، في تعزيز رصيد المكاسب والإنجازات التشريعية والتنظيمية التي من شأنها أن تسمح بعملية النهوض بالموارد البشرية وتدعيم قدراتها، باعتبارها الثروة الحقيقية، كما تشكل المنطلق لتكريس قيم المواطنة وحقوق الإنسان فكرا وسلوكا، وترسيخ التوجه الديمقراطي، ونشر ثقافة المبادرة والتطوّع والتضامن وجعلها في صلب المجتمع ، هّذا إلى جانب مساندة الدولة في دفع مسيرة التنمية الشاملة والمستديمة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية ومساندة الخيارات الحضارية والأهداف الطموحة التي تضمنها برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي هذا الإطار نجد الجمعيات النسائية أخذت تحتل موقع الصدارة في عملية التنمية ودعم القدرات النسائية خاصة في العالم القروي، وهذا لا يمكن أن يخفي عنا ما ينتظرنا في المستقبل القريب من مجهودان من أجل تحقيق مشاركة نسائية حقيقية وشاملة وفعالة، وهو الأمر الذي لا يرتبط دائما بالتشريعات والنصوص القانونية، بقدر ما هو مرتبط بالعقليات . ومن هنا ندعو فعاليات المجتمع المدني، خاصة الجمعيات النسائية لمشاركة والتعاون مع الباحثين الشباب ونادي المبادرة والتربية على المواطنة بثانوية سيد الحاج سعيد الدراركة في عملية القيام بدراسة ميدانية في موضع:

"درجة الإقصاء الاجتماعي للمرأة عند الشباب المتعلم"
وسنعمل على نشر الإطار النظري للدراسة، وصياغة التصور المنهجي في الوقت القريب .
شركونا بتعليقاتكم ومقترحاتكم وانتقاداتك
من خلال تواصل عقلاني وحوار ديمقراطي يضمن حق الجميع في الاختلاف
عن الاستاذ المشرف عزيز بنمومن
***************
*****
**
مواضيع أخر مقترح للبحث

لقد أبانت الانتخابات الأخير على أن هناك نوع من الجفاء بين الشباب والحياة السياسية، صحيح أنه بالرغم من عزفه عن المشاركة السياسية ،فقد كان حاضرا فى برامج الاحزاب السياسية ...ولكن معظم الأحزاب تأطيرها للشباب كان ضعيفا إن لم يكن منعدما ، أو على الأقل موسمي ، فعدد كبير من مقرات الأحزاب لم تفتح إلى أيام معدودة قبل الانتخابات أو خلالها وروادها من الشباب أغلبهم مأجورين وليس مناضلين. وهذا الموضوع كان أن يشغل بال السياسيين والباحثين والمربين والحقوقيين ويطرح السؤال عن مشاركة الشباب والاعتماد عله في المرحلة القادمة ، فالشباب هم الحاضر والمستقبل تأطيرهم وتربيتهم على المواطنة وحقوق الإنسان ليست حكرا على الأسرة والمدرسة بل هي مسؤولية الجميع بما في ذلك الأحزاب والمجتمع المدني ، ومن هنا نطرح موضعين للبحث بخصوص تأطير الشباب بجماعة الدراركة :
الموضع الأول: تأطير الأحزاب السياسية للشباب بجماعة الدراركة، بين أدبيات البرامج والتزامات الواقع.
الموضوع الثاني: تأطير الجمعيات المحلية بجماعة الدراركة للشباب بن الطموح والإكراه.
**********
سيتم التعريف بكل مجموع من مجموعات البحث وبمراحل عمليها خلال الموسم الدراسي الحالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق